31.10.08

البقاء ميتا لثانية واحدة فقط


تالت يوم في العيد اللي فات..
رحنا وسط البلد
طبعا تشوف الناس في حلوان عندنا تحس إن مصر كلها في حلوان
تشوف الناس اللي في وسط البلد تحس إن مصر كلها في وسط البلد

بعد الأكل والشرب والذي منه... والوقفة على الكورنيش وكوبري قصر النيل
قررنا إننا نروّح
الساعة 1:45... لكن الشارع مليان بالناس
طبعا الميكروباص من دول يعدي وتلاقي أمة لا إله إلا الله تتجمع عليه
واللي يزق واللي ينط من الشباك
واللي يتخانق مع خطيبته عشان الركوب وحاجة آخر بهدلة

في ظل الظروف الصعبة دي كان من المستحيل إننا نركب ميكروباص... لأننا أربعة..
يعني مستحيل نجري مع بعض ونقف على الباب مع بعض وندخل مع بعض

يعني لو واحد ولا اتنين مننا ركبوا يبقى كويس قوي... وطبعا المترو خلااااص قفل..
المترو ده نعمة الواحد مابيحسهاش غير لما مايلاقيهاش


المهم ظهر لنا ميني باص رايح حلوان... وفاضي
أو يعني كان جاي فاضي وعلى ما وصل قدامنا كان اتملا وبقى مافيهوش غير الممر اللي في النص
رضا طبعا... حد لاقي

جرينا وركبنا والسواق مشي... (بالمناسبة السواق ده كان بقال جنب بيتنا الأولاني.. مش عارف إيه اللي خلاه يسوق)
لحد ما عدينا المعادي وبقينا قبل المعصرة (على حسب ما افتكر يعني)
وفجأة فردة الكاوتش اللي ورا ضربت...
"العجلة ضربت يا سطى"

ده سمع كده وحس بالخبط اللي في العربية راح بكل ثقة ضارب فرامل....
طبعا الأوتوبيس غير مساره (اجباريا) ودخل شمال... ولقيت الأسفلت اللي كان تحت... بيقرب .... بيقرب....بيقـ... (ده بيقترب علينااااااااااا)
خلااااااااص
بقيت منتظر الكارثة بعد أقل من ثانية...
وفجأة تحول كل شئ للون الأسود...



مر على الوضع ده ثانية واحدة
ثانية واحدة بس..
لكن عدت عليا بالظبط زي عشر دقايق.. (مش هاقول ساعة عشان ما ابالغش)

في الثانية دي، جه في دماغي ألف سؤال...

- هي الدنيا بقت اسود ليه؟؟ أنا مش شايف حاجة غير اللون الأسود
- أنا مش حاسس بالوجع اللي المفروض أحس بيه في حادثة زي دي ليه؟
- أنا أغمى عليا؟؟... لأ أنا حاسس إني فايق
- شكلي كده مت
- يا نهار زي بعضه... ده انا لو مت دلوقتي هاروح في داهية (في الآخرة طبعا)
- يا ترى إيه اللي بيحصل بعد كده؟
- يا ترى هيعملوا فيا إيه؟؟
- طيب أنا لو كنت مت أمال ماشفتهوش ليه؟
- كويس إننا من الناس اللي بتبقى محترمة نفسها لما تخرج
- يا ترى رمضان اللي لسة خلصان ده هينفعني؟؟
- إيه ده... إيه النور ده؟... هم جايين ولا إيييييييه؟

انتهت الثانية بعد ما عرفت إن ده نور الشارع..
وبعد ما سمعت صريخ الستات اللي معانا...
وبعد ما سمعت واحد بيقول : اتشاهدوا يا جماعة... كله يتشاهد..

- إيه ده... ده أنا لسة عايش... حصل لي إيه؟... أنا مش حاسس بوجع..
يا لهوي.. دانا فعصت الراجل اللي تحتي ده.. (مش أنا لوحدي.. أنا والناس اللي فوقي)

لقيت مكان على الأرض (اللي هي الشباك اليمين سابقا) حطيت رجلي وقمت من فوق الراجل بعد ما اللي فوقي بعدواعني

إيه ده فردة الكوتشي الشمال مش لاقيها...
في ستين داهية... الحمد لله إني ماجراليش حاجة.....هاطلع ازاي من البتاع ده

الناس بتحاول تكسر الشباك اللي قدام واللي ورا.. ومحدش بيتحرك غير اللي طلعوا من فوق (يعني من الشباك الأيسر سابقا)
- إسلام... إسلااااااااااااام... إسلااااااام

الصوت ده أنا عارفه... باينه محمود
- أيوة أنا هنا
- فين؟
- أنا هاطلع آهو .......


دست على الكرسي (من الجنب) واتشعلقت في الشباك ورحت طالع...

هنزل منين دلوقتي؟؟ مش كانوا يعملوا سلم على سقف الأتوبيس بالعرض عشان الظروف اللي زي دي؟..هانط المسافة دي ازاي من غير كوتشي... أمري لله

آآآه... رجلي اللي من غير كوتشي الحمل كله جه عليها... شكلها كده اتكسرت... ربنا يستر

"يا جماعة... الكوتشي ده بتاع مين"

سمعت الكلمة دي بصيت على شمالي لقيت واحد ماسك الفردة اللي كنت استعوضت ربنا فيها وحاططها قدامي.. كأنه عارف إنها بتاعتي

"بتاعتي يا أستاذ.. شكرا"

طبعا باقول له في دماغي كنت فين قبل ما أنط؟


إيه ده؟؟؟ كان معايا تلاتة تانيين..... راحوا فين؟

لقيتهم... الحمد لله كان كل واحد فينا بخير لكن واخد حاجة بسيطة كده
يعني أنا النضارة عورتني في مناخيري (بالإضافة للجزع بتاع النطة)
محمود ودنه ورمت... الناس كلها وقعت عليه وهو على الأرض (مش يعمل زيي ويقع على واحد يحميه؟؟!!)
والاتنين اصحابنا اللي كانوا معانا كل واحد خد خبطة في رجله
ركبنا عربية الاسعاف
وأنا مفيش في دماغي غير سؤال واحد

كان بيني وبين الموت نص متر... يا ترى لو كنت مت... كنت هاعمل إيه؟؟ حسابي هيكون عامل ازاي بوضعي الحالي؟
نتيجة الحساب ده هتوديني فين؟؟

هناك 4 تعليقات:

أميرة يقول...

:(
ربنا يستر علينا و الله .. احساس فظيع :(

انت محكيتش أهم حاجة ... لما روحت بقى قلتلهم ولاّ لأ ؟؟ :)))

غير معرف يقول...

أكيد طبعا.. أنا ما عنديش ياما ارحميني في الحاجات دي..
:)))

خصوصا أنا عارف إني ما عملتش حاجة غلط يعني

أنا روّحت على خمسة الفجر تقريبا
المشكلة بقى إني بعد ساعة صحيت لقيت نفسي سخن "من الهوا على كوبري قصر النيل".. فاضطريت أصحيهم عشان عايز حاجة للسخونية
فطبعا -بدون ما أقصد- شكلي وأنا مفرهد من السخونية ورجلي اللي مش قادر أحطها على الأرض وباقول لهم الأوتوبيس اتقلب بيا.. رعبهم
بس عدت يعني

Tia يقول...

الحمدلله عالسلامة .. تعيش وتاكل غيرها :)

{اللهم احسن خاتمتنا واجعل خير اعمالنا خواتمها يا رب}

غير معرف يقول...

آمين يا رب

والله يسلمك.. بس من غير ما آكل غيرها
:))