30.3.13

خطّان

يتلاقى الخطان..
خطُّك السائرُ في اتجاهاتٍ تختارُها أحيانًا، أو تختارُكَ كثيراً..
وخطُها الآتٍ من مكانٍ ما.
يتكرر التلاقِ..
تكرار تلاق موجة عنيدة بصخرة ساكنة، لا تلبث إلا أن تعود معها فتاتاً ذائباً لا حول له ولا قوة.. ولو بعد حين.
هل كنتَ الموجة؟ أم أصبحتَ الفُتات؟

سعادةٌ طفوليةٌ تعتريكَ..
تعطي قلبَكَ أولَ دروسِ الرقصِ فَرَحاً بين جدرانِ قفصِهِ، بمجردِ الاقتراب..
أيّ اقتراب..
ولو عبرَ النبضاتِ الإلكترونيةِ.. الناقلةِ لتكتكاتِكَ العازفةِ على لوحةِ مفاتيحِكَ لحناً أصبحَ شجياً بلا وزنٍ ولا نغمات.
حتى مع ضحكاتك المنفردة، السعيدة بتخيل الضحكات المتزامنة معها على الطرف الآخر.
حتى مع استعادتك لتلك الضحكات مرة تلو الأخرى، بمراجعة تسلسل الكلمات المخزنة لديك، مجتراً لحظات سعادتك لمجرد إضحاكها.

تتلاعبُ بكَ الحيرةُ ساخرةً كطفلةٍ شقيةٍ..
تتقاذفُك..
بين نظرةٍ لعينيها تخشى أن تفضحَكَ..
هل كنتَ تُدرك أن لهذا اللون - الذي تلقاه يوميا مئات المرات - مثل هذا السحر؟!
.. وبين نظرةٍ هاربةٍ تلوذُ بأي كُرسيِّ خالٍ، أو أي ورقةٍ ملقاةٍ هنا أو هناك، احتراما لحدود لم تسمح لنفسك بتخطيها بعد..
ولكن هل ستظل ناظراً للكرسيّ طيلةَ الوقتِ؟!!

يتلاقى الخطان..
يتضافر خطُّك مع الخطِّ الآخرِ في اتجاهٍ جديدٍ لم تعرف إن كنت قد اخترته أم هو الذي اختارك..
لم يعد يهم..
فأنت على أية حالٍ تترك نفسك له سعيدا.. ممتنا أنك -بطريقة ما- أصبحت منساباً فيه.

ليست هناك تعليقات: